#شعر | حكمة شافي الأسعد: حَمام الفَجْر

فن وثقافة

الآن 1364 مشاهدات 0


"كم راحلٍ!..
وسواكِ الآنَ لا جَرَسٌ يدقُّ..
والوقتُ في ذِكْراكِ أجراسُ"

للرحيل أشواقه المبعثرة على جنبات القلب إلى أن ترتبها أنامل القرب ، والذكرى النجم اللامع في ليل النسيان، والصوت الصادع في سكون الغياب.

هنا الكاتب والشاعر السوري القدير حكمة شافي الأسعد يقطف سنابل الكلمات من بيادر الروح ، لتكتمل قصيدةً ترتدي ثوب الجمال بصورها المشحونة بالتوهج الإبداعي تعبيراً وتصويرا:

ماذا يكونُ إذا فاضتْ بكِ الكاسُ
والحانُ من فيضِها سِرٌّ وأقداسُ

وحدي أُلقِّنُ هذي الكأسَ نشوتَها
وكلُّ سكّارِها في الليل نُعّاسُ

مُعلَّقٌ بينَ أوراقي وحَنجرتي
وفيهما، لحَمامِ الفجرِ، أنفاسُ

كأنّ عينيكِ نُدمانٌ تؤانسني
فَحَولَ طاولتي، في الشوقِ، جُلّاسُ

كأنّ بُعدَكِ صحراءٌ..
سأقطعُها خوفاً
ففي ليلها جانٌ ووَسْواسُ

أكلّما تهْتُ في حبٍّ، وفي حُلُمٍ
يقيسُ خطْويَ حرّاسٌ..
وحرّاسُ؟!!..

كلُّ الذينَ أحبُّ الآنَ قدْ
سقطوا عنّي نجوماً
وغطّى وحشتي الآسُ

كم راحلٍ!..
وسواكِ الآنَ لا جَرَسٌ يدقُّ..
والوقتُ في ذِكْراكِ أجراسُ

كلُّ الذين...
خياناتٌ تشرّدني عنّي
وصمتُكِ في منفايَ إيناسُ

لا غيرَكِ الآنَ في سرّي لأسألَها:
ماذا يكونُ إذا فاضتْ بكِ الكاسُ؟

تعليقات

اكتب تعليقك